الوقت ... والزمن

الوقت صديقك يشعرك بالآمان يحميك, أما الزمن فمنه الغدر والترصد ونكران الجميل والجحود.

فمنذ زمن لم يسنح لي الوقت لأكتب في هذه المدونة, وأعذروني فأنا أكتب لأوثق الوقت وأتحايل على الزمن. ومن بمقدورة التحايل على الزمن.الحقيقة اننا نظلم وقتنا طمعاً بالزمن المنسل كالحية، يلدغ من حيث لا نتوقع ويتركنا لنعد أنفاسنا فرادى. لقد وجدت وقتي وسمعت نداء الماضي, ذلك الذي ينصحوننا أن ننساه. ولكن علينا أن لا نسلاه... فالماضي يُبقي وقتك في حصن من غدر زمانك، وان تغلب عليك الزمن أفقدك كل شيء.

.فمن يملك الماضي يملك المستقبل، ومن يملك الحاضر يملك الماضي

  لم أكتب منذ أشهر... ما أسعد الأيام الخوالي عندما كان الأحباب بالجوار وكان كل شيء له مذاق رائع... أيام نحاول أن نستعيدها ولكن لا نقدر مهما حاولنا ... فالحكمة تقول أن لا شيء يعود كما كان مهما حاولت بشتى السبل ... فأغتنم أيامك وأشكر الله.  

عليك أحياناً الوثوق بحدسك...فمن خلاله عرف القدماء والأولون بوجود الله

......تمنحنا الحياة ما نطلبه ...فقط عندما لا نكون بحاجه اليه

وهذه حكمة ورحمة من الخالق لكي لا يصيبنا الغرور ولكي نسأل ونحمده سبحانه وتعالى

قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ

أن تختصر المسافات يعني ان تصل للنهاية سريعاً.... وأن تقف مكانك يعني أن لا تصل أبداً.

فهل لك ان تمشي على مهل وبإصرارعلى أن تصل في الوقت الذي يناسب الزمان الذي تعيش. 

ولا تكن غافلاً لا عن دنياك ولا عن آخرتك...ولن تأخذ أكثر مما تستطيع أن تحمله من التراب.

في المرتبة الأولى ما يدفعنا للإستمرار في هذة الحياة ليس الأمل ولكن هو الخوف من الخسارة، ولذلك تكون واقعة الخسارة مؤلمة جداً بالرغم من كل شىء آخر ومهما كانت تافهة.

وبمعنى آخر هو هاجس الفقدان والموت.

والقليل ممن يتغلب على هذا الجانب من حياته لعيش وليعطى وليفقد وهو سعيد.

خريفنا وخريفهم

لعله خريفنا الذي بدأ ...ولعله خريفنا الذي أنتهى...ولعله خريفنا الذي لم يبدأ... ولكننا نرى من حولنا أعزاء لنا حملنا معاً ذكرى متشابه بها الألم نفسه والفرحة ذاتها، نراهم يترجلوا مودعين، تارة مجبورين وهم لا زالوا متمسكين بما لربما تبقى لهم ولنا من أنفاس نعدها عليهم ويعدوها علينا....وتارة راضين شاكرين لعلها راحتهم ولعلها هي خوفنا ....نشفق عليهم أو لعلهم يشفقوا علينا.

أوقات تخطفنا، تحيرنا، تربكنا، تذكرنا، تصحينا، تخدعنا، تغرينا.... ماذا عساها تفعل أو نفعل.............أنه خريف العمر بدأ منذ ولادتنا ولم يزل.